ماذا تفعل لو جاء كتاب التعيين؟
تفرح ترقص لا بل تهتف
تمدح أساباً للسلطه
تتأكد من اسمك يمكن
سهواً جاء ويمكن غلطه
تخبر اهلا ملوا الجوعَ
أيسوا من تقديم الشرطه
فزعوا من خبرٍتحمله
خافوا من ان تعمل ورطه
افرغتك جيوبك منتشياً
تعطي اموالك كالحنطه
قالوا يا ولدي ما خطبٌ
جن العقل ...
ام جاءك خبر التعيين
قلت الاخر فرح الاهل
وانتشر الخبر بشقين
اول قال البخت رفيقُ
والثاني قال موسطين
عمت فرحتنا في الناس
والعيد صار كعيدين
لكن في جوفي اسالة
كتمت عن طرحٍ تبيين
اين مكان الشغل قريب
اتمشى ام آخذ ت**ي....
أسأله تطرح في نفسي
كم متراً تبعد مدرستي
فاجاب اللؤمُ اسألة
مدرسةُ تبعد سبعين!!!!
ماذا سبعين يا رجلُ
متراً تقصد ام دينار
والضحكة عالية شفتي
اهزأ من قولٍ مكار
فصدمت بواقع ايقضني
سبعون وليست سبعون
دهراً امشي واديٍ اعلو
والناس سكارى باقون
تسحقهم مأساة الراتب
دارت فيهم كالطاحون
شابٌ قد انكر معظلةً
حطت فينا ثلاث سنون
تخدم في اريافٍ قالوا
او تذهب من غير رجوع
كان خيار لا يرحمني
انفى او احتمل الجوع
فاخترت المنفى في بلدي
القي درساً فافهم ولدي
اني ودعت منازلنا..
في الظلمة هاجرت دياري
وشقيت بستٍ اركبها
اقضي فيها كل نهاري
كي اصل لطلابٍ جوعى
ما عرفت طعم الافطار
ما غسلت اوساخ الدنيا
منهم لا حتى الانهار
متهري لبس الطلابِ
طفلٌ يحلم بالاثياب
وشباب قد رسبوا دهرا
ملوا من كثر الاطناب
وبنات حرمت من علمٍ
غطت في طينٍ وترابِ
لا تعرف حرفاً او كلماً
مهنتها آلُ الانجابِ
وتمر سنيني حاملةً
وحشة اهل والاصحاب
فاعود وقد هد الحيل
وازيل بقايا الاتعاب
عصراً اصل ديار مناي
فانام وكلي آلام ....
لا ناس تعرفني صارت
ما عادت تسمع لي صوتاً
كل نهارٍ يقضي عبثاً
ألا من علم انشرهُ
قد اقنعت بهذا حدسي
فيمر نهاري يا ولدي
افهم هذه قصة درسي
وباني منفي ياولدي
حتى ما عدت ارى نفسي
في المنفى اقضي ....
في وطني.....