طيب رائحة النبي*صلى الله عليه وسلم*
عن أنس رضي الله عنه قال : ما شممت عنبراً قطّ ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مَسِستُ شيئاً قطُّ ديباجاً ولا حريراً ألين مسّاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الأربعة .
فرائحة النبي صلى الله عليه وسلم أطيب من كل طيب ، ولا غرابة؛ فكل المخلوقات من نوره صلى الله عليه وسلم فهو أصل والكل فرع ، وكان كفّه صلى الله عليه وسلم ألين وأنعم من كل شيء .
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهاجِرة إلى البطحاء فتوضّأ وصلّى فقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ، فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من رائحة المسك . رواه البخاريّ .
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه : صلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله فخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدَّيْ أحدِهِم واحداً واحدا ، وأما أنا فمسح خدِّي ، قال : فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جُؤنة عطّار .
صلاة الأولى : أي الظهر ، وجؤنة : كغرفة ؛ بالهمزة وعدمها : سلة مستديرة مغشاة بالجلد يوضع فيها الطيب .
عن أنس رضي الله عنه قال : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا ، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلُت العرق فيها ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟!
قالت : هذا عَرَقُك نجعله في طيبنا وهو أطيب من الطيب . رواهما مُسلم .
فقال عندنا : أي نام وقت القيلولة ، فصارت أم سلمة تسلت عرقه بيدها وتضعه في قارورة ، فلما سألها قالت : نجعله في الطيب . وفي رواية : نجعله في طيبنا ونرجو بركته لصبياننا . قال : أصبت . فكان طيب ريحه من صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيباً كرامة ومعجزة له صلى الله عليه وسلم ومع هذا كان يستعمل الطيب في كثير من الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقاة الملائكة وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين وليكون لهم قدوة حسنة .
المصدر
كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول*صلى الله عليه وسلم* للشيخ منصور علي ناصف
المجلد الثالث ص 206 -