--------------------------------------------------------------------------------
تسميته
اختلفت آراء الباحثين والمؤلفين والشعراء في تسميتهفمنهم من يطلق عليه
الشعرالنبطي نسبة إلى الأنباط , ومنهم من يطلق عليهالشعر البدوي وأسماه
بعضهم الشعر العامي وآخرون يطلقون عليه الشعبي ولمتستقر المواضعه
على تسميته بعد .
تاريخه ونشأته
بداية لا بد أن نعرف أن الشعر الشعبي ما ظهر إلابعد أن فسدت اللغة العربية
ودخلها اللحن والتحريف , فانتشرت العامية انتشاراواسعا وابتعد الناس عن
الفصحى .
والشعر الشعبي وافد إلى البادية ودخيل عليها كماأنه دخيل على الحاضرة ,
... لا أحد يعرف متى بدأ ونشأهذا الشعر الشعبيولكنه قديم النشأة, ولو غابت النصوص
القديمة فإن هذا الشعر الشعبي المعاصر ما هو إلاامتدادا لذلك الشعر القديم .
والشعر الشعبي القديم لا نشك في أنه لم يأتي دفعةواحدة .
... ولكن أقدم من تحدث عن الشعر البدوي هو المؤرخالعربي المسلم ابن خلدون المتوفي
عام 808 هـ فقد أورد عدة نصوص شعرية في مقدمتة نسببعضها إلى شعراء بني هلال
وكان ذلك خلال القرن الثامن الهجري .
وأقدم نص يروونه من الشعر النبطي على لسان علياحبيبة أبي زيد الهلالي في القرن السابع
الهجري , أرسلته إليه وهو في بلاد المغرب يقاتلالبربر ومنه :
تقول فتاة الحي عليا مثايل @ ولا قايل مثلها فيالحي قايل
يالله أن تهيي لي طروش لجلهم @ يسيرون ما بين الصخروالقوايل
كذلك من أقدم القصائد والمشابهه لشعر بني هلال , قصائد تنسب للشاعر جعيثن اليزيدي
في القرن التاسع .
هذه الأشعار والقصائد التي وردت في مقدمة ابن خلدونلا تختلف عما هي عليه أشعار
عمالقة الشعر الشعبي المعروفيين .
.... وقد أصيب الشعر الشعبي القديم بما أصيب سلفهالشعر الجاهلي الفصيح من انتشار
الأمية بين الناس واعتمادهم على الرواية والحفظوالذاكرة , كما أن أدباء الحاضرة كانوا
يستهجنونه فضاع منه الشيء الكثير بل الأكثر . ولولاما دون منه في السنوات الأخيرة لضاع كله .
ولم يصل إلينا من أشعار القرون الوسطى إلا النزراليسير
وأقدم من دونت أشعارهم راشد الخلاوي , وابو حمزةالعامري من اهل الأحساء وقطن بن قطن
من عمان, ورميزان , وجبر بن سيار من أهل سدير , وقدعاش هولاء في القرنين العاشر والحادي
عشر الهجري .
وكانوا ينظمون الشعر الشعبي على أوزان الشعر العربيالفصيح وتفاعيله وبحوره ولا يقيمون
الإعراب لفساد اللغة .
إلى أن جاء الشاعر المشهور محسن الهزاني من أمراءالحريق ,
فجدد في الشعر الشعبي وأدخل
الأوزان المسماة ( ألسامري ) ذات القافيتين , لكلشطر قافية حتى آخر القصيدة .
ثم تلاه بعد ذلك ابن لعبون فنسخ على منواله وكانأكثر اطلاعا على الأدب الفصيح .
ثم نبغ شعراء كثر من أمثال عبدالله الفرج وابنربيعة ومحمد القاضي ونمر بن عدوان ومشعان
بن هذال وحمود البدر ومحمد العوني وركان بن حثلينوابن سبيل وابن جعيثن وغيرهم ...
ثم تطور الشعر الشعبي وانتشر انتشارا واسعا واقبلعليه الناس , وكثر الشعراء , وتعددت
أساليب أشعارهم , وأدخلوا على الشعر الكثير منالتجديد والابتكارات , والبديع والمحسنات ,
والتزويقات والتي لا اكون مبالغا إذا قلت أنهاأفقدت الشعر النبطي بساطته وسلاسته وانسجامه
والأمثلة كثيرة في ما ينشر اليوم من شعر شعبي .
تدوينه
ظل الشعر الشعبي حينا من الدهر لا حافظ له إلا صدورالرواة فدخله كثير من النقص والتحريف
ولم يدون إلا في القرن الثالث عشر الهجري .
... وأول كتاب ضم قصائد من الشعرالنبطي هو (( ديوانقاسم بن ثاني ))
الذي جمعه أصحاب السمو آل ثاني عام 1328هـ .
ثم تلاهم الأديب خالد محمد الفرج في جمع شعر الشاعرالكبير المبدع عبدالله الفرج
وطبع هذا الديوان في الهند عام 1339هـ , ثم أصدر ( ديوان النبط ) في كتابين ضما أعظم الشعراء .
وفي عام 1371هـ ظهر أضخم مؤلف جامع في الشعر الشعبيحتى يومنا هذا على يد الأستاذ
عبدالله خالد الحاتم (( خيار ما يلتقط من شعر النبط )) في كتابين , وتوالت بعد ذلك
الإصدارات في هذاالمجال على يد نخبة من المؤلفين ومنهم :
ـ عبدالله العلي الزامل
ـ الشيخ عبدالله بن خميس
ـ الشيخ سعد بن جنيدل
ـ الشيخ محمد سعيد كمال
ـ الأستاذ منديل الفهيد
ـ الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيلالظاهري
ـ الأستاذ طلال السعيد
ـ وغيرهم كثير ممن برز وساهم في هذا المجال
فلهولاء جميعا تحية اكبار واجلال وفخر ,
وشكر لا ينقطع ولا ينتهي إلى حد .